لا أقصد بالعقل هنا المعنى المجازي له بل فعلًا العلم بحاجة لمزيد من الأدمغة البشرية لدراستها عن كثب، وجدت دراسة علمية عن التوحد لدى الأطفال عند دراستها لدماغ طفل مصاب بالتوحد وآخر غير مصاب بالتوحد (بعد موتهم طبعًا) أن هناك فرق واضح بين الدماغين، فدماغ الطفل المصاب بالتوحد يحتوي على خلايا عصبية من القشرة المخية مرتبة بترتيب مختلف عن دماغ الطفل الغير مصاب بالتوحد.
هذا البحث قد يكون أول خطوة لإيجاد السبب الفعلي وراء إصابة الأطفال بالتوحد، ولكن هناك مشكلة بسيطة في هذه الدراسة وهي عدم القدرة للتأكد من نتائج البحث المنشورة لعدم وجود "أدمغة" يمكن دراستها والتأكد من هذا الإختلاف!
في معظم الدراسات الأخرى التي تقوم بدراسة أدمغة المصابين بمختلف الأمراض مثل الزهايمر والجنون وغيره تعتمد على تصوير الدماغ عبر التصوير بالرنين المغناطيسي أو عن طريق استخدام الحيوانات التي يتم تلقيحها بالمرض الذي نريد دراسته، ولكن المشكلة في استخدام تقنية التصوير المغناطيسي هو عدم قدرتها لإعطاءنا تفاصيل دقيقة عن نشاطات المخ، وأما المشكلة في استخدام أدمغة الحيوانات فإنها ببساطة ليست أدمغة بشرية بالرغم من أن دماغ الفأر يشبه دماغ الإنسان كثيرًا فإنه لا يشبه تمامًا، وللقيام ببحث علمي مثالي يحتاج العلماء دراسة أدمغة بشرية محفوظة تمامًا.
إذًا ماذا عن برامج التبرع بالأعضاء؟ أليست تكفي الحاجة؟
التبرع بالأعضاء عند الوفاة يُعتبر عمل نبيل للحفاظ على حياة شخص آخر، ولكي يتم استخدام هذه الأعضاء للدراسات العلمية يجب أن لا يوجد شخص في حاجة لهذا العضو، وتختلف الأوقات على حسب الأعضاء، ولضرب مثال فإنه يتم الإنتظار 6 ساعات من بعد وفاة الشخص المتبرع بالرئة ومثلها للقلب و36 ساعة للكلية وهكذا، وفي حالة مرور الوقت المخصص لكل عضو دون وجود شخص يحتاج إلى زراعة ذلك العضو فإنه يتم حفظها للدراسات العلمية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق